فتى الجبل الجزء 2
تتمة القصة (2)
مرّ ذلك اليوم ببطء على الصيادين وعلى الفتى الذي كان يبحث عن مكان يشعر فيه بالأمان. بعد مغادرته للمدرسة، صادف الفتى حديقة جديدة، لكنها لم تكن مماثلة للحديقة التي زارها من قبل، فكان في حيرة من أمره. بينما كان يستعرض ملامح الحديقة، وجد نفسه أمام مدرسة صغيرة، فبدأ يتأمل الأطفال وهم يدخلون الفصول، ويشعر بالحنين إلى عائلته، وتحديدًا إلى أخته الصغيرة وأبيه.
قرر الفتى استكشاف المدرسة بفضول، فبدأ يتسلل من نافذة الفصل ويتابع دروس الأستاذ دون أن يشعر به أحد. لم يكن يعلم أن المدير كان يراقبه بفضول من بعيد. عندما انتهت الحصة، قفز الفتى على الحائط عائدًا إلى مخبأه الذي عثر عليه بين كومة من المواد القديمة. في اليوم التالي، عاد الفتى إلى المدرسة وحمل معه أقلامًا وأوراقًا وجدها في القمامة، وبدأ يواصل تعلمه بنفس الطريقة.
لكن الأمور لم تمر بسلام، فقد اكتشف المدير والأساتذة أمر الفتى بعد أن رصدت الكاميرات سلوكياته. قرروا وضع خطة لإمساكه في اليوم التالي. لم تكن الخطة كما توقعوا، حيث تعرض الأساتذة والمدير لإصابات وخيمة بسبب تصرفات الفتى الذي حاول الدفاع عن نفسه. انتشر الفيديو الذي صورته الكاميرات عبر الإعلام والشرطة، وبدأت القصة تثير اهتمام العالم.
الشرطة والإعلام اندهشوا من قدرة الفتى على التغلب على أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة أساتذة ومدير، وبدأت أخبار الحادث تتداول بشكل واسع على شبكات التواصل. وبما أن الصيادين كانوا يعرفون الحقيقة كاملة، توجهوا إلى الشرطة لشرح ما حدث ودفاعاً عن براءة الفتى. لكن الأمور تأزمت عندما بدأت الشرطة تعتبر الفتى خطرًا بسبب تصرفاته العنيفة، وبدأ البحث عنه بشكل جاد.
في الوقت نفسه، أصبح الفتى مشهورًا عالميًا بفضل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. بينما كان الصيادون يعملون على نشر صوره وتفاصيل قصته لتوضيح براءته، لم يكن الفتى على علم بكل هذه التطورات. ومع ازدياد الضغوط، قرر الفتى تغيير مظهره وهويته. أصبح يتعلم اللغة الجديدة من أذكياء هذا العصر، لكنه وجد صعوبة في التواصل بطلاقة بسبب اختلافه عن البيئة المحيطة.
عندما علم الفتى أن الشرطة تبحث عنه، شعر بالخوف وقرر الابتعاد عن الأماكن التي قد تكون تحت مراقبة. قضى الفتى الليل في التفكير واتخذ قرارًا صعبًا: الابتعاد عن أصدقائه السابقين. لم يكن يريد العودة إليهم، ولكنه كان في حاجة إلى خطة جديدة للتعامل مع الوضع. بدأت مغامرة جديدة للفتى، حيث أصبح عليه استخدام كل ما تعلمه من أجل البقاء وحماية نفسه، بينما يواصل الصيادون والمحامون محاولاتهم لتحقيق العدالة وإظهار براءته للعالم.
تعليقاتكم تهمنا
ردحذف