قفتى الجبل الجزء 1
في قلب منطقة جبلية نائية، يعيش فتى في العاشرة من عمره مع عائلته في كوخ متواضع. تتسم المنطقة بتقاليدها الخاصة ولغتها المعزولة، ولا يعرف سكانها شيئاً عن تقدم العالم في القرن الواحد والعشرين. تعيش العائلة حياة بسيطة في ظل شح الموارد، مما أدى إلى شجار بين السكان، حيث يسعى القوي لفرض سلطته على الضعيف، وكان سبب النزاع الرئيسي هو الجوع وقسوة الحياة. في خضم هذا النزاع، فقدت والدة الفتى، ولا يعرف أحد مصيرها.
برغم الظروف الصعبة، يتمتع الفتى بذكاء مميز وشجاعة كبيرة. يتساءل وينتقد ويجادل أبيه دائماً، ولا يكتفي بما يُقال له. ومع مرور الوقت، نمت قوته وشجاعته، وبدأت حياة العائلة تتحسن بفضل وفرة الموارد وتكاثر الحيوانات. ومع ذلك، استمر الصراع مع الصيادين في الجبال، الذين كان لهم خبرة أكبر بكثير من الفتى.
في أحد الأيام، اقترب الفتى من مكان تواجد الصيادين، حيث كانوا يستمتعون بدفء النار. وفجأة، سمع الصيادون صوتاً غريباً، لم يكن صوت حيوان أو وحش، بل كان صوت كائن يتحدث بلغة غير لغتهم. اندهش الصيادون، متسائلين إذا كانوا يحلمون أو إذا كان تأثير البرد قد جعلهم يرون أشياء غير حقيقية. أحدهم قال: "صدقوني، إن هذا مشروعنا. سنربيه ليصبح مثلنا، بشراً واعياً وعاقلاً، ونعلمه مما علمنا."
لم يفهم الفتى ما قالوه، فبدأ في محاولة إخافتهم. حاول الصيادون الإمساك به، لكنهم أصيبوا بخوف شديد عندما تلقى أحدهم ضربة قوية من الفتى أدت إلى نزيفه. تخوف الصيادون من قوة الفتى وصراخه، فاستسلموا له على أمل أن يهدأ من صراخه.
في هذه الأثناء، بدأ الفتى يتساءل لماذا قال له أبوه إن هؤلاء الناس سيئون، بينما لم يتعرض لأي سوء منهم ولم يتحدثوا إليه بطريقة هجومية. بدأ الصيادون يتواصلون معه بإشارات بسيطة، يحاولون أن يكون التواصل ناجحاً. كان الفتى يتأملهم ويتمنى لو أصبح مثلهم، خاصةً بعد أن اكتشف أنهم لم يضربوه أو يوجهوا إليه أي إساءة.
رغم تحذيرات أبيه، قرر الفتى أن يغادر الجبل دون علم أبيه. لكن الصيادين كانوا في حيرة من أمرهم، يتجادلون ويتناقشون حول كيفية التعامل معه. في النهاية، اتحدوا في هدفهم، وهو أن يصبح الفتى جزءاً من مشروعهم.
شعر الفتى بالدهشة والصدمة، وتواجه مع التغير الكبير الذي لم يكن يتوقعه. أصبح في مواجهة مع عالم جديد تماماً، عالم لم يكن في حسبانه، ولكنه كان مصمماً على التكيف والاندماج مع هذا العالم المتطور.
تعليقاتكم تهمنا
ردحذف