أخبار عاجلة

براءة أمنية في طريق الأقصى

توجهت العجوز، مع ابنتها الصغيرة "أمنية" التي لا تتجاوز العشر سنوات، صوب المسجد الأقصى، حيث كانت تأمل في أداء عبادتها. على وجه "أمنية" كانت ملامح براءة طفولتها واضحة، ولكن حالما بلغا باب المسجد، واجهتهما عقبة غير متوقعة. كان هناك جندي ضخم البنية، بملامح بشعة، يجسد قوة القوة والقسوة.

الجندي: "أيها العجوز، إلى أين تذهبين؟"

العجوز: "ومن أنت لتسألني عن مقصدي؟"

الجندي: "كيف لعجوز أن تتذاكى على سؤالي؟"

العجوز: "أنت تسأل عن شيء ليس من شأنك. حب القدس في قلوب الصغار والشيوخ، ولن تستطيع منعنا، رغم قوتك المزعومة، لأنك في أرض ليست ملكك."

الجندي (بإستهزاء): "هل هي ملكك؟ لماذا لا تتصرفون بحرية فيها، إذا كنا نتسكع في شوارعها ونملأ قلوبكم بالخوف؟"

في تلك اللحظة، بدأت "أمنية" بقراءة كلمات موزونة ذات معنى ثقيل، نابعة من قلب رقيق وعاشق لوطنه.

الجندي: "اخرسي، لا أستطيع تحمل سماع هذا الكلام."

أمنية: "ليس كلاماً، إنه سلاح شعب جُرح وتذوق طعم الظلم. أنا الشعب أقول: بلادي وطني يجري في دمي. فداك يا وطني بقلبي ولساني."

العجوز (ضمتها بحنان): "كفاك، ابنتي، كيف نقنع قلباً قد تحجر؟ لقد ذاق مرارة الدماء واستولى على أرضنا، وشرّد أطفالنا، والآن يمنعنا من دخول بيت الله. لنذهب، بنيتي."

أمنية (بصوت عالٍ وبكاء بريء): "أمي، إلى متى؟ إلى متى سنعيش تحت الذل والقهر والفساد؟ ألا نكن أمة شامخة تهاب منا الأمم؟ لا، والله، فلن أقبل أن يترعرع الذل في دمي. إليكم عنا، فنحن أحرار!"

الجندي (رافعًا سلاحه في وجه البراءة): "اغربي عن وجهي قبل أن أفرغ سلاحي في جسدكما."

العجوز (بهدوء): "لا تخافي، ابنتي. مهما كان حجم السلاح، فإن شجاعتك في الدفاع عن الوطن كبيرة. وأنت، أيها الضعيف، كم من سلاح وجه نحو ناصيتي فوجدها كالفولاذ تتصدى للرصاص."

على الرغم من المقاومة البطولية، أطلق الجندي النار على العجوز بينما كانت تحاول دخول المسجد، وسقطت وهي تبتسم، قد حققت أمنيتها حتى وإن كانت النهاية مؤلمة.

بينما بدأت "أمنية" بالصراخ والبكاء، متألمة من فقدان أمها أمام عينيها، عرفت أن الوطن يستحق كل تضحياتها.



وهكذا يبقى الصراع طويلا يتربى في الأجيال فتصبح رغبتهم هي الإنتقام .

يوسف الحب

هناك تعليق واحد: