فتى الجبل الجزء 3
تتمة القصة (3)
بعد مرور عدة أشهر، قرر الفتى الذي أصبح شابًا أن يتجول في المدينة قليلاً. أثناء تجواله، وصل إلى منزل أصدقائه السابقين، لكنهم لم يتعرفوا عليه بسبب التغيير الجذري في مظهره؛ فقد أصبح يرتدي نظارات وقبعة. بينما كان الصيادون يلعبون كرة السلة، ارتطمت الكرة بالفتى الذي لم يكن يعرف شيئًا عن اللعبة. بعد أن تعلم اسم الكرة، وسمع الشباب يطلبون منه أن يرميها، أخذها بتمعن ورماها ببطء.
طلب منه الصيادون أن يلعب معهم، وأجابهم بصوت خفيض وبطيء، "لا أعرف اللعب." فشرعوا في تعليمه قوانين اللعبة بالتفصيل، وسرعان ما بدأ يفهم ويشارك في اللعب. بعد انتهاء المباراة، ودع الفتى الصيادين، وتوجه إلى منزله، لكن أحد الصيادين تذكر الفتى الذي اختفى منهم، وعادوا إلى الملعب للبحث عنه، لكنهم لم يجدوه.
توجه الصيادون إلى جميع الشوارع دون جدوى، وعلموا لاحقًا أن الفتى جاء للاطمئنان عليهم. قرروا الحفاظ على سرية الأمر كي لا تعرف الصحافة أو الشرطة عنه، حيث كان ملفه قد أُغلق بسبب اختفائه وظهور ضحايا آخرين لم يُعثر على جثثهم.
في تلك الأثناء، كان الفتى يعمل كحارس في منزل رجل أعمال ثري، حيث أثار إعجابه بشجاعته وقوته. عاش الفتى مع الرجل الثري وزوجته دون أن يكشف عن ماضيه، وتعلم ودرس على حسابهم في مدرسة خاصة. بمرور الوقت، تبناه الرجل الثري كابن له، لأنه لم يكن لديه أبناء.
بفضل دعم الرجل الثري، تمكن الفتى من تعلم اللغة وتحصيل درجات ممتازة في الجامعة. أصبح من أفضل الطلاب، وبدأ ينفتح على العالم الخارجي، وتحقق له ما لم يكن يحلم به من سيارة وملابس فاخرة. رغم ذلك، لم ينسَ الفتى هوايته القديمة في الصيد، وقرر إنشاء مشروعه الخاص في هذا المجال.
بدأ الفتى في إعداد مشروعه، وطلب من أبيه الثري المساعدة في الحصول على الموقع المناسب. بينما كان يستعد لاستقبال أصدقاء أبيه المهتمين بالصيد، لاحظ أن سيارة توقفت أمام المنزل، وخرج منها ثلاثة أشخاص. عند تفحصهم، تذكر الفتى أنهم أصدقاؤه السابقون. استقبلهم بحرارة، لكن الفتاة من بينهم بدأت تتذكره، خصوصًا بعد أن لاحظت أن حركاته وكلامه قد تغيرا بشكل ملحوظ.
شعرت الفتاة بالقلق، لكنها لم تكشف الأمر لأحد، حتى تأكدت من صحتها. استقبل الفتى أصدقاء أبيه ودربهم على المشروع، لكنه كان يحرص على عدم الكشف عن هويته الحقيقية. احتفل الجميع بنجاح المشروع الجديد، لكن الفتاة لم تكن راضية. قالت له بصوت منخفض، "أنت الفتى الذي لعب معنا كرة السلة." فاجأها الفتى قائلاً بصوت بطيء، "نعم، أنا أخوكم وصديقكم في العمل."
طلب منها الفتى عدم الإضرار بعائلته الجديدة، وشرح لها أنه إذا اكتشف الأمر، فقد يسبب مشاكل لسمعة عائلته. ضحكت الفتاة بصوت عالٍ، وقالت إنهم جميعًا إخوة في العمل، وأن نجاح المشروع هو الأهم. بينما احتفل الآخرون بنجاح المشروع، كان الفتى يشعر بالقلق من تأثير الفتاة على عائلته الجديدة. لكن الأب الثري كان سعيدًا بنجاح ابنه في المشروع، دون أن يدرك كل التفاصيل الخفية.
مع مرور الوقت، تمكن الفتى من الحفاظ على توازنه بين ماضيه وحاضره، وأصبح رمزًا للإصرار والتغيير، بينما استمر في بناء حياته الجديدة وتحقيق أحلامه.
تعليقاتكم تهمنا
ردحذف