مزوضة: تاريخ، ثقافة، وتحديات الحاضر
مزوضة
مزوضة هي بلدةٌ ومركزُ جماعةِ مزوضةَ القرويةِ التابعة لإقليم شيشاوة بجهة مراكش آسفي المغربية. تضم هذه القرية 15166 نسمة (إحصاء 2004) , 23132 نسمة على حسب (إحصاء 2014)
- تسمية مزوضة
قبيلة أمازيغية من قبائل الحوز، واسمها الأصلي الأمازيغي هو (إيمجاض)، وقاعدتها سوق الحد ايمجاض، وتقع مواطنها في الجنوب الغربي لمدينة مراكش بين مدينة إيمي نتانوت ومدينة أمزميز، وتحادي مجالاتها الترابية الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير شرقا، وتشتهر بأعلامها العلماء أمثال سيدي احمد أو علي الذي تتوسط زاويته أراضي القبيلة، وزاوية سيدي احمد أمهيل، وفيها من الفنانين الأمازيغيين وخاصة منهم الروايس، ومن بلداتها - أيت لحسن مجون - أورير - ايمزيلن - أيت واكوريان - أكني - تارغونت - ايمزيلن - وغيرها، ويذكر بعض الباحثين أن ايمجاض هذه لها علاقة نسبية مع قبيلة ايمجاض الواقعة بالقطر السوسي، ولا نعرف من هي الأصل منهما، كما توجد قبيلة أخرى بشمال المغرب واسمها مجاطة تحيط بمدينة مكناس، وتنقسم قبيلة مزوضة الى بطون وهي ;أيت بويعقوب
أيت جديد
أيت ليلحر ايحوزين
أيت وكوكو
أيت تالاكثير
أيت تيساخت
بوزوكة
ايندورار
ايزناكين
رغونة
من ابرز الملاحظات التي سجلناها هي غياب التوافق في النطق بالكلمة « مزوضة » وكتابتها، كما أنها تتميز بالازدواجية فأحيانا يقصد بها موطن القبيلة ، وأخرى الساكنة نفسها .ويعتقد أن مثل هذه الأسماء، عرفت في غالب الفترات نوعا من التحريف عند تعريبها، أو عند استنساخها، فبالنسبة لنزودة ومزودة فقد تم استعمالها في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري )السادس عشر الميلادي)، والاستعمال استمر إلى القرن الثالث عشر الهجري)التاسع عشر الميلادي)، فأصبح الاسم يأخذ في طريق تغير كتابته ليصبح « مزوضة » ودليل ذلك الرسائل والظهائر السلطانية التي كانت توجه من المخزن وشيخ زاوية المدرسة النحلية .أما فيما يتعلق بالدراسات التي سجلت تاريخ قبيلة مزوضة فإننا سنأخذ ما كتبه « جاك بيرك » في كتابه » من الفرات إلى الأطلس » تناول مشكل تسمية القبيلة حين كتبها بصيغة المفرد « ازوض » وليس الجماعة (مزوضة) ويبدو أن انزوط ما هو إلا نطق للكلمة بتاشلحيت وبكتابتها انزوط فتبقى إشارة « جاك بيرك » وسيلة لفهم تطور واستمرار الاسم لقبيلة مزوضة . فإطلاق هذا الاسم يشمل الرقعة الترابية و الساكنة معا، مما يصعب علينا معرفة سبب التسمية مع فك لغزها اللغوي والاصطلاحي، إذ من شان فقه اللغة إن يبين لنا ما إذا كانت أسماء القبائل و الأماكن في مناطق الأطلس الكبير الجنوبي الغربي، أي في مجال « مزوضة » و « كدميوة » و « سكساوة »، هي أسماء لقبائل وأماكن في نفس الوقت ونطقها متماثل، ودلالتها مجهولة، فهي تتألف من مجموعات : زناكة، ايت بيعقوب، لزيفة، ايت تضيض، ايت كضيض، وكلها تشرف على بسيط شيشاوة والدير الممتد شمالا إلى أطرف قبيلة أبي السباع وشرقا مجاط وغربا دويران وكدميوة من جهة الجبل جنوبا وشرقا
- الموقع
- الحدود
- اللهجة
لهجة ساكنتها هي «تاشلحيت »، أما اللغة العربية نجدها عند جيرانها أولاد أبي السباع بعد اجتياز فرقة ايت احساين ببضع الكيلومترات وأيضا تدرس بها العلوم الشرعية بزاوية المدرسة النحلية.
- الصناعة
غالبية سكان مزوضة يعيشون حياة بسيطة، حيث تُعد الزراعة ورعي الأغنام والفخار من أهم أنشطتهم اليومية. رغم بساطتهم، إلا أن بعض أرباب معامل الفخار تمكنوا من تحقيق مكاسب جيدة، ما سمح لهم بتحسين مستوى معيشتهم واستثمار أرباحهم في مشروعات أخرى.
الصغار في مزوضة يشاركون أيضًا في هذه الصناعة منذ سن مبكرة، حيث يتعلمون من آبائهم وأجدادهم فنون الفخار ويكتسبون مهارات تساعدهم في كسب لقمة العيش. ومعظمهم لا يهاجرون إلى المدن الكبرى، إذ يجدون في الفخار مصدر دخل يمكنهم من العيش بكرامة والاستقرار في قريتهم.
ورغم أهمية الفخار في الحياة الاقتصادية لمزوضة، تعاني المنطقة من عدة تحديات، أبرزها نقص المياه الصالحة للشرب. هذا النقص يمثل تهديدًا كبيرًا ليس فقط لحياة السكان، ولكن أيضًا للصناعة التي تعتمد بشكل كبير على المياه.
- تاريخيا
كان لمنطقة مزوضة أهمية تاريخية وسياسية إلى جانب الأهمية الاقتصادية، نظرا لوجود الساكنة الأهلة بها وبسبب موقعها بين مراكش وسوس والصحراء، إذ تمر عبرها القوافل بسهولة لأنها المعبر الأقرب مسافة عرض أقل
- من أعلام قبيلة مزوضة الرؤساء :
الشيخ الحسن بن حمو المزوضي
الشيخ إبراهيم بن علا المزوضي
الشيخ محمد بن عبد الرحمن المزوضي
- من أعلام قبيلة مزوضة العلماء
الفقيه سيدي محمد بن المنصور اللزيفتي المزوضي
الفقيه سيدي محمد بن المكي المزوضي الصنهاجي
الفقيه سيدي محمد بن أبي يعقوب المزوضي
الفقيه سيدي أحمد بن حسين السنكسي المزوضي
الفقيه سيدي محمد بن مبارك المزوضي
الفقيه سيدي محمد بن ابراهيم هبوش المزوضي
الفقيه سيدي مبارك بن عدي المزوضي الدرقاوي
الفقيه سيدي محمد بن علي المزوضي
- من أعلام قبيلة مزوضة الفنانين المبدعين
الرايس عمر ايجيوي المزوضي
هو الرايس عمر بن محمد بن مبارك الشهير باسم إجوي، ولد حوالي سنة 1911 م، بدوار أيت برايم بضواحي مدينة ايمي نتانوت بقبيلة مزوضة، وعاش فترة الحماية الفرنسية كلها، واتصل برؤساء القبائل وألقى قصائده أمامهم، مثل القائد حماد أزوض، والقائد ابراهيم أتيكي، والقائد محمد أنفلوس، كما اتصل بأمير الطرب الأمازيغي السوسي الرايس الحاج بلعيد، والتقى معه في ضيافة القائد احماد أزوض، وطلب منه أن يكون شيخه في الغناء، فأجابه الحاج بلعيد بقوله - أورد تارايست أيشقان ما يتياونان أترا لوقت - وبعد أن أدرك الحاج بلعيد موهبته، قال له - مازا تريت هان أكما الرايس تكيت - كما اتصل الرايس إجوي بفرقة مولاي موح الشهيرة، وعمل مع تلميذه الرايس محمد أبعمران والرايس محمد أكرام، وسمع من الرايس صاصبو، والرايس رزوق، والرايس أزعري، والرايس بوبكر أنشاد، وعاشر الرايس عبدالله بن ادريس المزوضي، وعمل مع الرايس محمد أموراك، وشاعر المقاومة الرايس الحسين جانتي، وسمع من مجموعة من الرايسات الأمازيغيات من الجيل الأول أمثال، الرايسة عيشة تاواشت، والرايسة سلطانة أولت تيزنيت، والرايسة عبوش تاماسيت، وفي الجيل الثاني، الرايسة فطومة تالكريشت، والرايس احمد أمنتاك، والرايس محمد الدمسيري، وقد توزع فنه الأمازيغي بين غناء الروايس وأشعار أحواش، كما أنشأ فرقة فنية غنائية وتمثيلية مع الرايس أهروش، وهو والد الرايس عمر واهروش، الذي كفله الرايس إجوي بعد وفاة صديقه الوالد أهروش، واعتنى به إلى أن أصبح من نجوم الفن الأمازيغي، أما موقفه من الجيل الثالث من الفن الأمازيغي وهو الذي تصدرته المجموعات الحديثة، فيبدو له أن ما حدث من تجديد في هذا الفن، انحرافا عن طبيعة الفن الأمازيغي السوسي العريق واغتيالا لمبادئه وبرائته، وقد امتد به العمر حتى عاصر الجيل الحالي من شباب الروايس والمجموعات الغنائية، ورغم انتقاده للأوزان والعزف على الآلات الموسيقية الغربية التي أقحمت في أجواق الفرق الأمازيغية، نجده يتعامل معها ويبدي في نفس الوقت رأيه في الأجيال الفنية الثلاثة المتعاقبة والمذكورة في قصيدة نظمها عن الروايس وفن الغناء بسوس
أداك بدرخ الروايس كولو نلغمرب
جانتي إيموت أورداك إيفل إيموريك
أراسن إيعمر صاحت نتا والا الكذوب
الحاج بلعيد نتا أيكان الشيخ نالرباب
بوباكر أزعري نيخ بوباكر أنشاد
مولاي موح إموت لبزيوي كاسيتلاعاب
المختار ن باخاش إموت أولا الطيب
بونصير أولا بندريس قاما واياض
إكوت ما ينضم والبنسير أولا واياض
أهروش إساول فغيكاد أولا غيكاد
إتيخد إيلما سروايس كولو لجديد
أورا سكارن شيخ أورار سكارن أرضاض
كادا نيان إكا غار أمحضار نواياض
أوراك سرس رضين أشكو إكوتاس العيب
لفايد واوال أجات أوكان أوالاد
هاتي حراد إكورا كرا أوحواش لجديد
أوريفتي ستشلحيت أوريدي سلعاراب
لا إزنزارن دوسمان إقاما إيكيك
أديكز أيسكر لوطار أنيت إتلاعاب
أداخ كولو يوت أشكو نفوغ الحدود
توفي رحمه الله سنة 1995م
الرايس عمر واهروش المزوضي
من أشهر الفنانين الأمازيغيين على الصعيد الوطني، ولد سنة 1933م بقرية تيحونا ايمزيلن بقبيلة مزوضة التابعة إداريا لدائرة ايمي نتانوت، واسمه الكامل عمر بن احمد بن عمر الواهروشي الحسايني المزوضي، تأثر بوالده الرايس احمد الذي كان بدوره فنانا فكاهيا عرف باسم {باقشيش}، وعاش في مدينة مراكش، حيث كان والده في صغره يزاول عمله الفني في الحلقة بساحة الفنا، تحت الضغوطات الاستعمارية التي كان يقاومها بالكلمات الفكاهية الرمزية والمبهمة حتى لا يفقه المستعمر ما يقصد، وفي هذا الجو تعلم الرايس عمر واهروش وزن الكلام وبلاغة اللسان، حتى كون فرقته الفنية بالشكل الحديث في وقته، وقد ترسخت في ذهنه مقاومة المستعمر فألف قصيدة الضابط التي صب فيها جام غضبه وغضب شعبه على المحتل، فكانت هذه الأغنية سببا في سجنه ثلاثة أشهر، أصيب فيها بمرض رموش العين بسبب الأملاح التي كان يضعها السجانون في الماء الذي يستعمله تعذيبا له، أما عمله الفني الأمازيغي فهو ينتمي الى المدارس الأربعة الغنائية المعروفة في الجنوب بلهجة تاشلحيت، وهي مدرسة الرايس صاصبو ومدرسة الرايس احمد اوبريك ومدرسة الرايس بونواضر ومدرسة الرايس مبارك أوالحسن {التي ينتمي اليها الرايس الحاج بلعيد}، أما أول انتاجاته فهي أغنية قصر البديع سنة 1960م، ونظرا لمنهجيته المتجددة في الغناء فقد اعتبر عطاؤه مدرسة خامسة هي المدرسة الواهروشية التي كونت جيلا آخر من الروايس منتشرون في المدن والقرى المغربية، ومنهم ;
الرايس أوالطالب المزوضي
الرايس لحسن بوميا المزوضي
الرايس مولاي موح أموراك المزوضي
الرايس ابراهيم بن ادريس المزوضي
الرايس عبدالله بن ادريس المزوضي
الرايس بولاحباب المزوضي
الرايس علي عدناني المزوضي
كان لي الشرف بالتقاط صورة تذكارية مع عمر برغوت، أحد أبرز الأصوات الشعرية والفنية في العالم الأمازيغي. طوال مسيرته الحافلة، قدم هذا الشاعر والفنان الإبداعي إرثًا ثقافيًا وفنيًا ضخمًا، عكس من خلاله عمق وجمال التراث الأمازيغي. منذ القدم، سعى برغوت بلا كلل للحفاظ على تقاليد فن التانضامت الأمازيغي وتطويره بأساليبه الإبداعية الفريدة. إن تبرع هذا الشاعر بوقته وطاقته الإبداعية لخدمة تراثه الثقافي هو جهد يستحق كل الثناء والتقدير.
- الوضع في جماعة مزوضة
البنية التحتية: تعاني الطرق في المنطقة من تدهور شديد، مما يجعل الوصول إلى الدواوير والقرى المجاورة صعبًا. الطرق الضيقة والمتضررة، بالإضافة إلى نقص الإنارة العمومية والكهرباء في بعض المناطق، تساهم في تفاقم معاناة السكان.
التعليم والنقل المدرسي: هناك نقص في المرافق التعليمية، بما في ذلك المدارس التي تعاني من مشاكل في البنية التحتية، فضلاً عن نقص وسائل النقل المدرسي التي تجعل من الصعب على الأطفال الوصول إلى المدارس.
الرعاية الصحية: تعاني المنطقة من نقص في المراكز الصحية والمعدات الطبية، مما يهدد صحة السكان ويعزز الحاجة إلى خدمات طبية أفضل.
الاحتياجات الأساسية: هناك مطالب ملحة لبناء بنية تحتية أساسية مثل القناطر والمراكز الصحية، وتوفير وسائل النقل والمرافق العامة. هذه الاحتياجات تتطلب تضافر الجهود من الجهات المحلية والإقليمية والجهوية.
التحديات الاقتصادية: يعتمد اقتصاد المنطقة بشكل كبير على الفلاحة المعيشية والفخار، لكن ضعف البنية التحتية يعيق النمو الاقتصادي ويزيد من معاناة السكان.
- الخلاصة:
قبيلة مزوضة تمثل نموذجاً للقرى الأمازيغية في المغرب التي تعاني من التهميش رغم تاريخها العريق وثقافتها الغنية. يتطلب تحسين أوضاعها استراتيجيات تنموية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الهوية الثقافية للسكان واحتياجاتهم الأساسية.
رغم الجهود التي تبذلها الجهات الإقليمية والمحلية لتحسين الوضع، يبدو أن هناك حاجة ماسة لدعم إضافي وتنسيق أفضل بين مختلف الجهات المعنية لتلبية احتياجات المنطقة بشكل فعال.
رغم الجهود التي تبذلها الجهات الإقليمية والمحلية لتحسين الوضع، يبدو أن هناك حاجة ماسة لدعم إضافي وتنسيق أفضل بين مختلف الجهات المعنية لتلبية احتياجات المنطقة بشكل فعال.
ليست هناك تعليقات