أخبار عاجلة

تاريخ وجغرافية قبائل جبالة أصولها الأندلسية والأمازيغية وتأثيراتها الثقافية

 



تتنوع أصول جبالة تنوعًا كبيرًا. وكما ذكرنا سابقًا، فإن تسمية "جبالة" لها مدلول جغرافي أكثر مما له مدلول عرقي. إلا أن الأصول الأندلسية تعد الأكثر حضورًا وتأثيرًا. فافواج المهاجرين الجبليين لم تتقاطر على المنطقة بعد سقوط غرناطة وحسب، بل كانت الهجرات أقدم من ذلك بكثير. ويُعتبر تهجير أهالي شذونة إلى أصيلة في القرن الثالث الهجري وتهجير أهالي ربض شقندة بقرطبة من أكبر هذه الهجرات الجماعية.

بعد بدء سقوط مدن الأندلس تباعًا، صارت منطقة جبالة الأكثر تفضيلًا لقربها الجغرافي من الأندلس ولتشابه ظروف العيش والمناخ. خلال أيام الوصل الأندلسي، كانت منطقة جبالة تسمى "العدوة السفلية" بينما كانت الأندلس تسمى "العدوة العليا". وقد حمل هؤلاء المهاجرون إرثًا حضاريًا ضخمًا ساعد على رقي هذه المنطقة مقارنة مع باقي مناطق المغرب. وما زالت إلى اليوم العديد من القبائل تحمل أسماء أقاليم أندلسية.

القبائل الجبلية وأصولها الأندلسية
الفحص: خليط أندلسي ينحدر من مناطق الجزيرة الخضراء وقادس وجبل طارق.
انجرة: أحفاد المهاجرين من مناطق جبال البشارات وغرناطة.
الحوز: وتنقسم إلى عشيرتين: الحوز البحري وأغلب أهله من جزر البليار ومرتيلة وقردناش، والحوز الصديني وهم المهاجرون من صدينة ولقنت وبلنسية.
بني منصور: المهاجرون من بربرة والبشارات.
جبل حبيب: المهاجرون من برجة والبشارات.
واد راس: المهاجرون من البشارات وغرناطة وبولة.
بني يدير: المهاجرون من اندراش.
بني حزمر: أغلب أهلها غرناطيون، أما أهل تطوان فهم أندلسيون مختلطون، وإن كان أغلبهم من غرناطة ورندة وبسطة.
بني سعيد: ينسبون إلى إقليم بني سعيد وقصبته قلعة يحصب وهو بين البيرة وغرناطة.
بني حسان: ينسبون إلى إقليم بني حسان بضواحي غرناطة.
بني ليث: ينسبون إلى إقليم بني ليث بضواحي لقنت وقصبته مجريط (مدريد حاليًا).
الساحل: ينسبون إلى قرى جنوب طليطلة وتسمى الثغر، وقصبتها بني مسلم. وينسب أهالي العرائش إلى إقليم باجة.
الغربية: ينسب معظم أهلها إلى إقليم باجة (البرتغال).
أهالي القصر الكبير: ينسب معظمهم إلى وادي آش وبطليوس ويابرة.
عشيرة بني جبارة بالأخماس: أغلب أهلها من مدينة گويبارا.
عشيرة بني غفار ببني الزيات: ينسبون إلى إقليم بني غفار ضواحي بلنسية.
عشيرة بني بوداس ببني الزيات: ينسبون إلى أحد أكبر بيوت سراقسطة ويسمون بني أبي يداس وهم غماريون أصلاً.
بني بارون: ينسبون إلى أراگون.
بني سلمان: ينسبون إلى إقليم بني سلمان بضواحي قرطبة.
بني جرير: ينسبون إلى إقليم بني جرير بضواحي طليطلة.
بني رزين: أهل السهلة (سانتا ماريا)، وينسبون إلى ملوك السهلة بني رزين، وأصل هؤلاء أمازيغيون.
القبائل الأمازيغية
تعد قبائل غمارة التي اختلف المؤرخون في أصولها النواة الأولى لتكون القومية الجبلية. يذكر ابن خلدون أن غمارة قبائل أمازيغية مصمودية استعربت قديمًا. بينما يذكر المؤرخون والنسابون الغماريون أن قبائل غمارة قدمت مع جنود الفتح وغمرت جبال الناحية فسميت غمارة وعدت من البربر لقدَم مقامها بالمنطقة.

وقد انضمت العديد من القبائل ذات الأصول الإدريسية إلى هذه المنظومة. وهذه هي القبائل الغمارية:

بنو طريف: من معافر، وقد ذابوا اليوم في شرق الفحص وغرب انجرة.
بنو محمد: ذابوا في انجرة.
بنو سمغرة: ذابوا شرق انجرة وشمال الحوز.
بنو سكين: ذابوا جنوب الحوز وشمال بني يدير.
بنو خف: ذابوا في جبل حبيب وبني منصور.
بنو مرزوق: ذابوا في شمال وادراس وجنوب انجرة.
بنو عفان: ذابوا في جنوب وادي راس.
بنو كثير: ذابوا شرق الحوز وغرب بني حزمر.
بنو حسين: ذابوا في بني يدير.
بنو روثن: عشيرة بني روثن ببني حزمر.
بني حميد: قبيلة كبيرة من قبائل غمارة وقد انقسمت إلى العديد من العشائر التي صارت قبائل اليوم، ومنها:
بني زجل: نسبهم قرشي، ينسبون إلى أحد التابعين يدعى محمد الزجل.
بني الزيات.
بني منصور غمارة.
بني مستارة: وهم بنو مستارة، وأهل الربع، وعشيرة أولاد بدر ببني مزگلدة.
بني سميح.
عشيرة بني حميد بمثيوة بني مروان.
عشيرة بني حميد بكثامة.
القبائل الإدريسية
بنو شداد: إدريسيو النسب، يشكلون اليوم عشيرة بني شداد ببني زجل.
بنو خالد: ينسبون إلى خالد بن الوليد المخزومي، ومنهم عشيرة السواحل بكثامة.
بنو عروس: إدريسيو النسب.
بنو يوسف: إدريسيو النسب أيضًا.
الشناتفة: عشيرة الشناتفة بسوماتة، ونسبهم إدريسي.
بنو سريف: أهل سريف اليوم.
القبائل العربية والأمازيغية الأخرى
وتشمل قبائل قضاعة، خولان، بني يالصوت، بني تليد، بني فلوات، بني جافن، بني دركول، بني صالح، بني فطيطن، غزاوة، بني ثعلبة، بني صلتان، بني أبي حسن، بنو أحمد، مثيوة، بني وليد، بني ونال، بني سلامة، بني محمد.

الخلاصة
بالرغم من كل هذه التسميات القبلية، فإن العنصر الأندلسي يعد الأكثر تواجدًا، حيث يشكل حوالي 60% من أصول الجباليين. في حين يشكل مجموع المهاجرين 70% من السكان منهم 60% أندلسيون، والباقي خليط من المهاجرين الجزائريين، الأتراك، الصقليين، وأحفاد العبيد السود المحررين وغيرهم. أما السكان الأصليون إذا صحت هذه التسمية، فلا يشكلون إلا 40% من السكان حاليًا.

هذا التنوع العرقي أسهم في خلق ثقافة جبلية غنية ومتنوعة، مما جعلها تتميز عن باقي الثقافات المغربية.



هناك تعليق واحد: