أخبار عاجلة

حوار متجدد بين القلم والكاتب: بين الألم والأمل



القلم: والآن، هل لك أن ترد على سؤالي؟ أين عزيمتك وكل من هم حولك؟

أنا: (بحزن وتأسف) لا أحتاج لأحد سوى الذي خلقني ورباني ورعاني منذ صغري. هو من جعلني صامداً أمامك. والآن لم يتبقى سوى السعادة، بعد أن نزعت رغبتي وحبي، مما أدى إلى تمزيق أحلامي. أين هي؟ تطفيها نيران الحرب مشتعلة، والماء غير قادر على إطفائها. رائحة الزهرة تجعلك تسير، والجذع يحميك من ظل الجحيم. وأين هما اليوم؟ أبكاني الحظ، لكنه غير عارف...

فَزهرات اللقاح تتحكم فيها الرياح فقط. همهم أنفسهم يكفيني. أين الأسد المثعلب في الغابة مسيطر؟ وأين العالم في الحيرة متموضع؟ وأين أنا بين هؤلاء، أنطق باسم السعادة بين الفقراء؟ والغني غير مهتم. أين حميلتي؟ أين الإفرنج؟ فهم تاركون لي في مغرب أكتب وأعد الأسطر. أين حبي لها ميت؟ وأين قلبي عند زهرة بنت فقدته؟ وأين عقلي الذي سيطر عليه الحلم غير الموجود؟ وأين... وأين...

كفاك عيوني عن الدموع. كفاك عن زمن لم يعد فيه رحمة ولا حياء. أخلاقه شردت، وحريته سجنت، وآمانه فُقد. كفاك عيوني.

القلم: (يريد أن يخرجه من مأزقه) لا أنكر أنك حاولت وجاهدت وسيطرت، لكن الآن تغلب عليك الفشل. لكنني واثق أنك لن تسمح له أن يسيطر عليك. ولا تنسى أنك أول من اعترف لي بصداقته.

أنا: (ينظر إليه بتعجب) عندما ألتمس الحاجة إليك كنت غائباً، والآن تدعي الصداقة باسم فشلي. جعلتك صديقاً بل أكثر من ذلك أحببتك أكثر من أي شيء في الدنيا، فكنت غائباً. لماذا؟

القلم: رأيتك غير مهتم ومنشغل، لكن من الواضح أن الفتيل اشتعل الآن.

أنا: (بحزن شديد) لا، ليس كما لاحظت. أنا حزين، وحزني سببه أسرار مخفية بداخلي، والخوف الدائم من الزمن لأنه سريع المرور.

القلم: (متأثراً بحزنه) يا فتى، لقد أبكيتني وأصبح مدادي ينبثق بسرعة. أرجوك أن تهدأ وإلا ستفقدني أنا أيضاً.

أرجوك ألا تفقد الأمل. كثيرون في نفس الوضع، لكن الفرق بينك وبين البعض هو أنك تريد النهوض بشخصك وشخصيتك. على العكس، سيطر الفشل على بعضهم.

أنا: أنا أكثرهم عمقاً في الفشل، لكن عقلي وقلبي سيدفعان فشلي من عمقه بالإرادة والصبر، وبالتالي سأستبدل فشلي بالنجاح. (بدأ يثق في نفسه) وأنت فقط تابع الكتابة ولا تتوقف أبداً، مهما تغير مزاجي وانطباعي.

القلم: عندما تصل إلى النجاح، أعدك أنني سأكون أنت في كل عالم، وكذا الإنترنت الذي شتمتني به مرة. فمهما كان، أنا من جعلتَني أوصلتُك إلى ما وصلت إليه. وأنصحك أن تعتمد عليه، لأن هذا الجيل كثيراً ما يستنشقونه.

أنا: لكن عندما أستنشقه سأشتاق إليك أيضاً.

القلم: أنا من سيشتاق إليك، لأن هناك من يملك الكتابة ويمتلكها. والآن سأتركك، هناك من يناديني ويستغيث باسم الكتابة.

أنا: (أحس أنه فاقده) أرجوك انتظر.

القلم: يا فتى، أنا معك ودائماً بجانبك. فقط تابع، فأنا واثق من أنك ستصل إلى مرادك. وأعتذر لأنني قلت سابقاً أنك لا تستطيع. والآن، إلى اللقاء.

أنا: شكراً لك، إلى اللقاء.



يوسف الحب



هناك 7 تعليقات:

  1. الا ترى أنك أكثرت من لفظ أنا أنا أنا احذر فقد تقع في ضرب من التكبر والغرور 😉

    ردحذف
    الردود
    1. ههه شكرا لك على الملاحظة لا والله لفظ الأنا هو شخصية في المسرحية فهي مثل القلم تماما ، إذن يمكن أن نقول أن القلم أيضا سيقع في ضرب من التكبر والغرور ههه أرجوا من الله أن أكون قد أقنعتكم وشكرا

      حذف
  2. الا ترى أنك أكثرت من لفظ أنا أنا أنا احذر فقد تقع في ضرب من التكبر والغرور 😉

    ردحذف
    الردود
    1. ههه شكرا لك على الملاحظة لا والله لفظ الأنا هو شخصية في المسرحية فهي مثل القلم تماما ، إذن يمكن أن نقول أن القلم أيضا سيقع في ضرب من التكبر والغرور ههه أرجوا من الله أن أكون قد أقنعتكم وشكرا   

      حذف
    2. لا اراه تكبرا ولا غرورا اكثر ما أراه إبداعا هكذا هم دماء العرب يسندك دئما حتى تفشل
      لا دعي اخي لتواضح كلامك فإنه واضح لهم وضع الشمس في النهار .

      حذف
  3. ربما يا عربي اننا لا نتقن الكتابة او التعبير لكن ان تركتنا مع البرمجة والأعداد ابهرنا العالم بأسريه
    يوسةف اعدك بمفاجأة جميلة إن شاء الله لأنك اوقدت نار الإبداع في جسد كانت تحب الكسل

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا أخي حسن وهذا ما نتمناه نحن أيضا أن تنتشر العدوى الطيبة

      حذف