أخبار عاجلة

محادثة بين القلم والكاتب: بين الرغبة والواقع


أنا: الرغبة هي مداد قلمي، والعالم هو ذهني. أحلامي قد تكون غير موجودة، لكن قوتي وصرامتي هما أسلوبي وأخلاقي. أما ضعفي وانهياري، فهو جزء من سيئاتي.

القلم: هل تسعى لتحقيق ما وصل إليه أجدادك؟ أصارحك أيها الفتى، أنت ضعيف معرفياً ويصعب عليك أن تصبح مثلهم.

أنا: سأحاول.

القلم: لا تقدر.

أنا: (متعصباً) كل ما يجعلني أقوى هو أنك تفقدني إرادتي وتحطم أفكاري. لن أسمح لك بأن تجعل مني فاشلاً.

القلم: أيها الفتى، أليس لديك ما تفعله الآن؟ أنت تضيع وقتك فقط.

أنا: (بالحالة نفسها) اسمعني، أنت لا تتحكم في أثناء الكتابة. من هم هؤلاء الفلاسفة والعباقرة؟ نعم، أنا أقدر كل ما فعلوه وابتكروا واكتشفوا، لكنني أيضاً يمكنني أن أكون كذلك. لماذا تخيفني أيها الزمن؟ سأحاول.

القلم: لا تقدر. فقط، لا أريدك أن تبني قصراً من الرمال؛ فهو سهل الهدم.

أنا: من أنت؟

القلم: أنا كل شيء.

  • أنا إن لم أكن، فكل شيء مبهم.
  • أنا من جعل العالم كله حولك.
  • أنا من أعدمت بسببي الأمم.
  • أنا من وحدت العالم وأنا من خربه أيضاً.
  • أنا من جعلك الآن أمامي على الورقة.

أنا: (يضحك) إذن، أنت كل شيء لا يملك شيئاً، ولديه كل شيء. اسمع، لقد كنت ولن تكون، لأن هذا العالم تصرفت فيه بشكل مفرط حتى فقدت الآن السيطرة ولم تعد تتحكم. مهما كان، هناك من يهتم بك ويجعلك صديقاً له.

أتعلم من أنت:

  • أنت اللا شيء الذي أملكه.
  • أنت أنا في بعض الأحيان.
  • أنت من سأحقق به أحلامي.
  • أنت من أحكي له أسراري وتعرفني جيداً.

في كل يوم أجعلك تعباناً وقلقاً، فسامحني، واليوم جئت لأعرض صداقتي عليك.

القلم: (بصراحة) أيها الفتى، لست الأول من يعرض علي صداقته. أنا شيء مبهم لا أحد سيفهمني، رغم أنهم يحبونني ويريدونني أن أجعل منهم أصدقائي. لذا، أكون رفيق الجميع، يقضي حاجته بي. فمنهم من أحسن استغلالي، ومنهم من أساءه. أحقق رغبتك عندما تحقق رغبتك. أنصحك فقط، أحسن استعمالي، وانسَ الماضي فإنه مات، وفكر في المستقبل وعش الحاضر.

أنا: إذن، هكذا الأمر. شكراً على نصيحتك، لكن سأكون يوماً ما كما أريد وسأحقق حلمي غير الموجود. أنا لا أمل في استغلالك، وهذا الأخير سأحسنه.

القلم: أجل، ربما ستصل، لكن لن تكون مثل أجدادك العلماء والمفكرين.

أنا: ربما، لكنهم نفسي، إنهم ذاتي فقط الزمن هو من فرق بين تفكيرنا. أنت أيضاً لو كنت مالك العقل والقلب، لكنت أنا.

  • إذن هم يفكرون وأنا أفكر.
  • هم يتفلسفون وأنا أتفلسف.
  • هم يستغلونك وأنا أستغلك.
  • هم ... وأنا ...

القلم: (باستهزاء) هم أحسنوا استغلالي وأنت لا تحسنه.

أنا: (يشير إلى القلم) أيها القلم، أنت تزيد من قوتي فقط تذكر ما تقوله. سأجعل من نفسي كما كان أنا من قبل، بل سأزعم أكثر. فقط كن معي ولا تفارقني.

القلم: أنا معك ومع غيرك ومع العاقل المحسّس، فقط أبهرنا بالجميل.

أنا: إن شاء الله، فقط تذكر، سأجعلك لا تفارقني في غيري. في كل عالم ستكون أنا.

القلم: (يضحك، حيث ينزلق مداده بسرعة) أجل، موعدنا في المستقبل.

يوسف الحب

هناك تعليقان (2):